طلقات

أشرف رمضان يكتب: مسافة السكة.. «خط رفح الأحمر»

أشرف رمضان
أشرف رمضان

«مسافة السكة».. مبدأ أقرته مصر في التعامل مع كل ما يخص الأمن القومي المصري والعربي، ليس مصطلحًا مجازيًا، واقع طبقته القيادة المصرية في غزة سياسيًا وإغاثيًا، فكانت مصر أول دولة تتحرك سريعًا لاحتواء الحرب، وبدأت المفاوضات على أرض مصر لتجنيب الفلسطينيين في غزة ويلات الخراب والدمار.

مصر، كانت أيضًا أول دولة تستجيب للنداء الإنساني في غزة، لتساهم بنحو 90% من المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة للأشقاء، وبدأت مصر تحركاتها الدبلوماسية لحث المجتمع الدولي على ضرورة التدخل لوقف الحرب في غزة.

الآن، حددت مصر «خط أحمر» جديد، مستندة إلى مبدأ «مسافة السكة»، فلم تقف مصر موقف المتفرج مما يحدث داخل غزة، خاصة العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في مدينة رفح الفلسطينية وسيطرتها على الجانب الفلسطيني للمعبر، مطلقة تحذير شديد القول والفعل «خط رفح الأحمر»، وتعتبر مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.

ودعت مصر، الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة، كما طالبت جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.

أثبتنا ما قبل السابع من أكتوبر وما بعده، أننا نمتلك من القدرة على وضع تلك الحدود والخطوط، وضمان عدم تجاوزها، والدليل الأبرز على ذلك «خط سرت الأحمر»، لا تهاون أو مواءمة في حماية الأمن القومي المصري، وما اقترن به من خطوط حمراء، في مختلف الدوائر والقضايا، لذلك رفح خط مصري أحمر جديد، وقادرون على ألا يتم تجاوزه.